الفنان : نجيب إلياس ريحانة
هو مُمثل فُكاهي مصري من أصل عراقي . يُعد أحد أبرز رُوَّاد المسرح والسينما في الوطن العربي عُمومًا ومصر خُصوصًا، ومن أشهر الكوميديين في تاريخ الفُنون المرئيَّة العربيَّة.
وُلد 1949 م في حي باب الشعريَّة بِمدينة القاهرة في زمن الخديويَة , لِأبٍ عراقيٍّ يُدعى «إلياس ريحانة» , كان يعمل بِتجارة الخيل . وامرأة مصريَّة قبطيَّة تُدعى «لطيفة بُحلُق»، وكان أحد ثلاثة أبناء لِوالديه .
أمضى الريحاني طُفولته في حي باب الشعريَّة ، الذي كان مقر الطبقة المُتوسطة القاهريَّة في ذلك الوقت . وكان أبوه يمتلكُ مصنعًا للجبس يدُرُّ عليه ربحًا وفيرًا، يكفل لِزوجته وأبناءه حياةً كريمة.
وقد أتاح هذا الأمر لِأبنائه أن يلتحقوا بِأرقى المدارس إذ تابع نجيب عُلومهُ في مدرسة « الفرير» و هي مدرسة فرنسية حيثُ تلقَّن تعليمه بِتلك اللُغة حتَّى ألمَّ بها إلمامًا كبيرًا. وكان يتميَّز في هذه المرحلة من حياته بِهُدوئه وميله لِلعُزلة وانكبابه على الدراسة ، وأظهر معها اهتمامًا باللُغة العربيَّة والأدب ، فتأثر بالمُتنبي وأبو العلاء المعرِّي ، واستوقفتهُ آثار الأُدباء الفرنسيين مثل : ڤيكتور هوگو . هذا الميل الأدبي تبلور لديه في حُب الشِّعر، الذي كان يُجيد إلقائه بِاللُغتين العربيَّة والفرنسيَّة، ممَّا أثار انتباه مُدرسيه ، وفي مُقدمتهم الشيخ بحر أُستاذ اللُغة العربيَّة ، الذي أبدى إعجابه الشديد بإلقاء الريحاني لِلشعر , وأثنى على حُبِّه للتمثيل .
فأخذ يعهد إليه بِإلقاء الشعر في المُناسبات ، ورشَّحهُ لِعدَّة مسرحيَّات مدرسيَّة وأسند إليه فيها أدوارًا تمثيليَّة. ولم يمضِ وقتٌ قصير حتَّى أسند إليه رئاسة فريق التمثيل. وكان الريحاني حين يعود إلى بيته، يُغلق باب حُجرته، ويُدرِّب نفسه على الإلقاء بِصوتٍ مُرتفع يبلغ مسامع الجيران .
ثم تُوفي والد الريحاني وهو طالب. ويظهر أنَّهُ أوصى بِكُل ثروته لابنة أُخته اليتيمة، بحُجَّة أنَّ أبناءه قادرون على إعالة أنفُسهم ، في حين أنَّ المرأة لا تستطيع. وكان أن وجد الابن الأكبر «توفيق» كاتب المحكمة - نفسه مسؤولًا عن إعالة الأُسرة. حتَّى إذا حصل نجيب على شهادة « البكالوريا » ( الثانويَّة العامَّة ) - وهو لم يبلغ السادسة عشرة بعد - التحق بِعملٍ بالبنك الزراعي، لِيُساهم بِدوره في الإنفاق على أُسرته .
عندما بدأ نجيب الريحاني بِعمله في البنك الزراعي ، تعرَّف على عزيز عيد ، وهو مُخرجٌ شاميّ شاب لم يكن عمله في البنك يمنعه عن مُولاة التمثيل فلم تلبث أن جمعت بينهما صداقةٌ متينة ، تأصَّل حُب نجيب الريحاني لِلمسرح في ظلِّها ، إذ أخذ الصديقان يتردَّدان معًا - لِعدَّة أشهر على الفرق المسرحيَّة بالقاهرة . وتمكنا من الحُصول على وظيفتيّ « كومبارس » بِدار الأوپرا . حيثُ كانت الفرق الأجنبيَّة تعمل في موسم الشتاء ، وكانت أوَّل رواية اشترك الريحاني في تمثيلها هي رواية « الملك يلهو » وكان قد ترجمها أديب اسمه أحمد كمال رياض بك .
قرَّر عزيز عيد تكوين فرقته المسرحيَّة الخاصَّة عام 1907م و كان من الطبيعي أن ينضم الريحاني إلى هذه الفرقة التي تخصصت في تمثيل
فارسات الكاتب الفرنسي جورج فيدو ، مثل «گرنگوار» وهي من ترجمة عزيز عيد
نفسه .
كان عزيز عيد شغوفًا بالكوميديا أكثر من الدراما , مُتطلعًا إلى ترقية الكوميديا المصريَّة المحليَّة . لِذلك كان يعتقد أنَّهُ على الجُمهور أن يتعوَّد كوميديا أرقى من أُسلوب « الفصل المُضحك » والأوپريتات التي كانت الفرق الشاميَّة تُمثلها .
و من حب نجيب الريحاني للتمثيل كان يخلو بنفسه في المنزل ويُلقي و يُمثِّل أمام المرآة , حتَّى ضجَّت والدته وكاد إخوته أن يهجروا المنزل، لكنَّهُ لم يكن يعبء بِتلك العراقيل، واستمرَّ يُرضي هوايته، كما ذكر في مُذكراته .
و في الوقت ذاته استقال عزيز عيد من عمله في البنك ليتفرغ تماما الي التمثيل و انتقل بِفرقته المسرحيَّة إلى مسرح إسكندر فرح بِشارع عبد العزيز ، وتشارك مع المُمثل القديم سُليمان الحدَّاد ، وعرض رواياتٍ مُترجمة عن الفرنسيَّة منها : « ضربة مقرعة »، و« الابن الخارق للطبيعة »، و« عندك حاجة تبلَّغ عنها »، و« ليلة زفاف » .
من انا / نجيب الريحاني |
" نشائته "
وُلد 1949 م في حي باب الشعريَّة بِمدينة القاهرة في زمن الخديويَة , لِأبٍ عراقيٍّ يُدعى «إلياس ريحانة» , كان يعمل بِتجارة الخيل . وامرأة مصريَّة قبطيَّة تُدعى «لطيفة بُحلُق»، وكان أحد ثلاثة أبناء لِوالديه .
أمضى الريحاني طُفولته في حي باب الشعريَّة ، الذي كان مقر الطبقة المُتوسطة القاهريَّة في ذلك الوقت . وكان أبوه يمتلكُ مصنعًا للجبس يدُرُّ عليه ربحًا وفيرًا، يكفل لِزوجته وأبناءه حياةً كريمة.
وقد أتاح هذا الأمر لِأبنائه أن يلتحقوا بِأرقى المدارس إذ تابع نجيب عُلومهُ في مدرسة « الفرير» و هي مدرسة فرنسية حيثُ تلقَّن تعليمه بِتلك اللُغة حتَّى ألمَّ بها إلمامًا كبيرًا. وكان يتميَّز في هذه المرحلة من حياته بِهُدوئه وميله لِلعُزلة وانكبابه على الدراسة ، وأظهر معها اهتمامًا باللُغة العربيَّة والأدب ، فتأثر بالمُتنبي وأبو العلاء المعرِّي ، واستوقفتهُ آثار الأُدباء الفرنسيين مثل : ڤيكتور هوگو . هذا الميل الأدبي تبلور لديه في حُب الشِّعر، الذي كان يُجيد إلقائه بِاللُغتين العربيَّة والفرنسيَّة، ممَّا أثار انتباه مُدرسيه ، وفي مُقدمتهم الشيخ بحر أُستاذ اللُغة العربيَّة ، الذي أبدى إعجابه الشديد بإلقاء الريحاني لِلشعر , وأثنى على حُبِّه للتمثيل .
فأخذ يعهد إليه بِإلقاء الشعر في المُناسبات ، ورشَّحهُ لِعدَّة مسرحيَّات مدرسيَّة وأسند إليه فيها أدوارًا تمثيليَّة. ولم يمضِ وقتٌ قصير حتَّى أسند إليه رئاسة فريق التمثيل. وكان الريحاني حين يعود إلى بيته، يُغلق باب حُجرته، ويُدرِّب نفسه على الإلقاء بِصوتٍ مُرتفع يبلغ مسامع الجيران .
ثم تُوفي والد الريحاني وهو طالب. ويظهر أنَّهُ أوصى بِكُل ثروته لابنة أُخته اليتيمة، بحُجَّة أنَّ أبناءه قادرون على إعالة أنفُسهم ، في حين أنَّ المرأة لا تستطيع. وكان أن وجد الابن الأكبر «توفيق» كاتب المحكمة - نفسه مسؤولًا عن إعالة الأُسرة. حتَّى إذا حصل نجيب على شهادة « البكالوريا » ( الثانويَّة العامَّة ) - وهو لم يبلغ السادسة عشرة بعد - التحق بِعملٍ بالبنك الزراعي، لِيُساهم بِدوره في الإنفاق على أُسرته .
" بداية محاولاته للتمثيل "
عندما بدأ نجيب الريحاني بِعمله في البنك الزراعي ، تعرَّف على عزيز عيد ، وهو مُخرجٌ شاميّ شاب لم يكن عمله في البنك يمنعه عن مُولاة التمثيل فلم تلبث أن جمعت بينهما صداقةٌ متينة ، تأصَّل حُب نجيب الريحاني لِلمسرح في ظلِّها ، إذ أخذ الصديقان يتردَّدان معًا - لِعدَّة أشهر على الفرق المسرحيَّة بالقاهرة . وتمكنا من الحُصول على وظيفتيّ « كومبارس » بِدار الأوپرا . حيثُ كانت الفرق الأجنبيَّة تعمل في موسم الشتاء ، وكانت أوَّل رواية اشترك الريحاني في تمثيلها هي رواية « الملك يلهو » وكان قد ترجمها أديب اسمه أحمد كمال رياض بك .
عزيز عيد - عالمك |
كان عزيز عيد شغوفًا بالكوميديا أكثر من الدراما , مُتطلعًا إلى ترقية الكوميديا المصريَّة المحليَّة . لِذلك كان يعتقد أنَّهُ على الجُمهور أن يتعوَّد كوميديا أرقى من أُسلوب « الفصل المُضحك » والأوپريتات التي كانت الفرق الشاميَّة تُمثلها .
و من حب نجيب الريحاني للتمثيل كان يخلو بنفسه في المنزل ويُلقي و يُمثِّل أمام المرآة , حتَّى ضجَّت والدته وكاد إخوته أن يهجروا المنزل، لكنَّهُ لم يكن يعبء بِتلك العراقيل، واستمرَّ يُرضي هوايته، كما ذكر في مُذكراته .
و في الوقت ذاته استقال عزيز عيد من عمله في البنك ليتفرغ تماما الي التمثيل و انتقل بِفرقته المسرحيَّة إلى مسرح إسكندر فرح بِشارع عبد العزيز ، وتشارك مع المُمثل القديم سُليمان الحدَّاد ، وعرض رواياتٍ مُترجمة عن الفرنسيَّة منها : « ضربة مقرعة »، و« الابن الخارق للطبيعة »، و« عندك حاجة تبلَّغ عنها »، و« ليلة زفاف » .
وكان الريحاني بِحُكم ارتباطه برابطة الزمالة مع عزيز عيد في البنك تُسند
إليه أدوار ثانويَّة صغيرة . ولم يكن انصراف الريحاني لِلمسرح يسمح لهُ
بالانتظام في عمله بالبنك ، ففُصل منه بعد قليل ، بعد أن أصبح عدد أيَّام
تغيُبه عن عمله لا يُطاق بالنسبة لِلإدارة ، على أنَّ الريحاني أشار في
مُذكراته أنَّ ما وُصف بأنَّهُ عمله في البنك لم يكن عملًا حقيقيًّا على
الإطلاق ، فقال : « وَلَم تَجِد إِدَارَةُ
البَنكِ إِزَاءَ هَذِهِ الحَالَاتِ الصَّارِخَةِ إلَّا أن تًسْتَغنِي عَن
عَمَلِي . وَأيُّ عَمَلٍ يَا حَسْرَة ؟ هُوَّ أَنَا كُنت بَاشْتَغَل ؟! » .
بعد فترةٍ طويلةٍ قضاها الريحاني بلا عمل ، تحوَّل لِلبحث عن عملٍ في مجالٍ آخر غير المسرح ، حتَّى كانت سنة 1910م ، حيثُ التحق بِشركة السُكَّر بِنجع حمادي في صعيد مصر . وسارت أحواله على ما يُرام خلال سبعة أشهر، إلى أن أُغرم بِزوجة مُدير الحسابات و في ذات يوم حاول نجيب الريحاني الاقتراب منها الا ان الخادمات شاهدوا و زاد صراخهم وألقوا القبض على الريحاني . وذاعت أنباء الفضيحة في البلدة ، ففُصل الريحاني من عمله ، وعاد إلى القاهرة وإلى الجُلوس في المقهى .
وازدادت أحوال الريحاني سوءًا على سوء عندما طردته والدته من المنزل بعد فصله من عمله , فعاش لِفترةٍ مُتشردًا في شوارع القاهرة، فكان يُمضي نهاره جالسًا في
المقهى حتَّى تُغلق أبوابه في الساعة الثانية صباحًا، ثُمَّ يذهب لِيفترش
إفريز كوبري قصر النيل حتَّى طُلوع الشمس ، ثُمَّ يُعاود الذهاب إلى المقهى .
وبعد فترةٍ على هذه الحالة ، تمكَّن الريحاني من العُثور على عملٍ كمُترجمٍ ومُعرِّب
بِفرقة الشيخ أحمد الشَّامي ، وهي فرقة
مسرحيَّة جوَّالة مشهورة ، ترجم لها
مسرحيتين فرنسيتين ، إحداهما « عُشرون يومًا في الظل » التي حوَّلها - فيما
بعد - إلى مسرحيَّةٍ طويلةٍ من إعداده . وكانت ظُروف العمل بالفرقة شاقَّة
وبدائيَّة ، إذ كانت العُروض تُقام على ألواحٍ خشبيَّةٍ مرصوصة فوق براميل ،
وكانت الفرقة تتنقل من مدينةٍ إلى أُخرى في طول مصر وعرضها ، وكان الريحاني
ينام على الأرض ، ويتقاضى أجره لبنًا وبيضًا ،
لكنَّهُ كان يتقبَّل الأمر بِرُوحٍ مرحة . وذات يومٍ فُوجئ بِزيارة أُمِّه
له ، التي أتته تحمل خطابًا من شركة السُكَّر يُيح لهُ العودة إلى عمله
السَّابق، وفي نفس الوقت حاولت إقناعه مُجددًا بِترك التمثيل وبيئته
« الوضيعة » والعودة إلى الحياة « الكريمة ». وتقبَّل الريحاني العرض مُستسلمًا
لأنَّهُ كان قد ذاق الهوان في هذه الفرقة . وتبع أُمَّه إلى القاهرة ، ومنها
سافر إلى شركة السُكَّر بِنجع حمادي .
قضى الريحاني سنتين في هُدوء الريف ودعته ، وابتعد عن الحركات الصبيانيَّة فجدَّ في عمله حتَّى حاز ثقة مُدير الشركة وغيره من الرُؤساء ، فارتفع بِذلك مُرتبه إلى أربعة عشر جُنيهًا في الشهر . وفي سنة 1912م تلقَّى رسالةً من عزيز عيد يُخبره فيها بِإنشاء فرقة دراميَّة جديدة تولَّى إدارتها المُمثل جورج أبيض ، الذي كان قد عاد من باريس ،
حيثُ درس الفن المسرحي تحت إشراف المُمثل الكبير « سيلڤان » . وكانت هذه
الخُطوة بِمثابة إحياء لِلآمال في إنعاش الحياةالمسرحيَّة بالقاهرة . وقرأ
الريحاني هذه الرسالة بِهُدوءٍ مُصطنع . ومع أنهُ لم يكن مُستعدًا
لِلمُخاطرة باستقراره مرَّة أُخرى ، فإنَّهُ لم يعد يستطيع مُقاومة إغراء
المسرح ، بعد أن طالع في الصُحف أنباء نجاح فرقة أبيض . فحصل على إجازة ,
وسافر إلى القاهرة ، وهُناك شاهد جميع مسرحيَّات جورج أبيض ، ثُمَّ عاد بعد
شهرين إلى عمله لِنفاذ نُقوده ، وإن كان شغفه بالتمثيل قد صار أقوى من ذي
قبل . ومضت سنتان أُخرتان ، لم يطرأ فيهما تغييرٌ يُذكر على حياة الريحاني ،
سوى أنَّ عرَّافة فرنسيَّة تنبأت لهُ بِأحداثٍ في المُستقبل ، قُدِّر لها أن
تتحقق بعد سنوات ، كما أورد في مُذكراته .
وفي سنة 1914م ،
فُصل الريحاني مرَّة أُخرى من شركة السُكَّر، فعاد إلى القاهرة مُجددًا ،
على أنَّ فترة عمله في الشركة تركت فيه أثرًا انعكس في الكثير من أفلامه
السينمائيَّة لاحقًا ، حيثُ أدَّى دور المُوظف البسيط. .
" بداية احتراف نجيب الريحاني لتمثيل "
جورج أبيض - عالمك |
بعدها التحق نجيب الريحاني بفرقة " جورج أبيض " و كانت اول مسرحية يظهر فيها الريحاني هي " صلاح الدين الأيوبي " و هي درامية تاريخية و كان دوره في المسرحية يقتصر علي مبارزة جورج ابيض و بدا بعد ذلك في تقمص العديد من الشخصيات ثم بدأت حياته الفنية تزدهر مع مجهوده العظيم و المبهرر للجميع ثم انتقل من فرقة الي أخري مع كل مرة تزداد خبراته و يلمع نجمه مرة عن الاخري .
فبعد انضمامه لجورج ابيض انضم لفرقة فرقة عزيز عيد و كان معه عظماء الفن امثال : " أمين صدقي ، واستيفان روستي ، وحسن فائق ، وعبدُ اللطيف جمجوم " .
بدا نجيب الريحاني في توالي ادواره وخاصة في الكوميديا حتي ابتكر ما يُعرف باسم الكوميديا « الفرانكوعربيَّة » , كما ابتكر شخصيَّته المشهورة « كشكش بك » ، العُمدة الريفي , كانت شخصية " كشكش بك " من اعظم الشخصيات التي مارسها " نجيب الريحاني " فقد كانت له اثر عظيم علي حياته الفنية و المهنية جمع فيها كل مواهبه .
شخصية كشكش بك |
و بدا ينتقل من مسرحية الي أخري حتي وصل لمرحلة النضوج من عام 1935م الي عام 1939م تعاقبت على مصر عدَّة أزمات اقتصاديَّة نجم عنها الكثير من الأزمات
الاجتماعيَّة والمشاكل المعيشيَّة ، وفي تلك الفترة نمت البُرجوازيَّة
المصريَّة بشكلِ ملحوظ، نتيجةً لانتشار التعليم من جهة ، ولِلتوسُّع في إقامة الصناعات من جهةٍ أُخرى , شكَّلت كُل تلك المواضيع مادَّةً دسمةً اسنتد عليها الريحاني في مسرحيَّاته لِتسليط الضوء على مشاكل المُجتمع العديدة .
حملت أولى مسرحيَّات الريحاني لِتلك الفترة عنوان « حُكم قراقوش » ، فهي تتحدث عن الاستبداد السياسي الذي جرى في عهد رئيس الوُزراء إسماعيل صدقي باشا، وتسخر منهُ ومن الملك فُؤاد الأوَّل وسائر حاشيته ،
أدَّى الريحاني في هذه المسرحيَّة دور « بُندق »، و هو إنسانٌ فقير سيِّء
الحظ ، يجد نفسه - بِتدخُلٍ من القدر - في قصر السُلطان ، حيثُ يؤدي دور
الحاكم لِفترةٍ قصيرة . وتجري أحداث المسرحيَّة في أثناء حُكم بهاء الدين قراقوش ، الذي عيَّنهُ السُلطان صلاح الدين الأيوبي حاكمًا على القاهرة ، في القرن الثاني عشر الميلاديّ ، واشتهر بِقسوته وشدَّته حتَّى أصبحت عبارة « حُكم قراقوش » .
استمرَّ عرض «حُكم قراقوش» حتَّى 4 يناير 1936م , و تلتها مسرحيَّتان جديدتان . أولاهُما مسرحيَّة « مين يعاند ست » ، التي مُثِّلت في 23 يناير 1936 م .
والمسرحيَّة الثانية هي « فانوس أفندي » ،التي بدأ عرضها في 16 ابريل 1936م,
و الان نحاول ان نعرض جميع اعمال الفنان " نجيب الريحاني " :-
اعماله المسرحية | ||||
السنة | المسرحية | الدور | ملاحظات | |
1931 | الجنيه المصري | ياقوت بك | كوميديا اجتماعية مثلتها فرقة الريحاني على مسرح
الكورسال في شهر يوليو عام 1931م . |
|
1934 | الدنيا لما تضحك | المسرحية من تأليف الثنائي الفني بديع خيري والريحاني. |
||
1934 | الرجالة مايعرفوش يكدبوا | تم انتاجها عام 1934 م و كانت من افضل المسرحيات حينها . |
||
1961 | الستات مايعرفوش يكدبوا | تأليف الثنائي الفني بديع خيري والريحاني . | ||
1935 | حكم قراقوش | بندق أبو غزالة | كوميديا رومانسية حاول أن يعكس
بها الريحاني الأحداث التى كانت تشغل المجتمع المصري في ذلك الوقت بالسخرية من الملك فؤاد الأول وحاشيته . |
|
1936 | قسمتي | تحسين | لعب الريحاني في هذه المسرحية دور المدرس البائس الساخر سيء الحظ . |
|
1962 | لو كنت حليوة | شحاتة | تأليف الثنائي الفني الريحاني وبديع خيري. | |
1939 | الدلوعة | أنور | من تأليف كل من الريحاني وخيري. | |
1965 | حكاية كل يوم | تأليف كل من الريحاني وخيري. | . | |
الدنيا بتلف | قدمها فؤاد المهندس بإاسم أنا وهي وسموه. | |||
1943 | إلا خمسة | تأليف كل من الريحاني وخيري. | ||
1945 | حسن ومرقص وكوهين | قدم مسرح الريحاني هذه المسرحية في أربعينات القرن الماضي، |
||
1916 | تعالي لي يا بطة | مسرحية قصيرة من تأليف وإخراج الريحاني. | ||
1916 | بكره في المشمش | مسرحية قصيرة من تأليف وإخراج الريحاني. | ||
1916 | كشكش بك في باريس | مسرحية قصيرة من تأليف وإخراج الريحاني. | ||
1917 | وصية كشكش بك | مسرحية قصيرة من تأليف وإخراج الريحاني، تم تقديمها في مسرح الرينيسانس. |
||
1916 | خلي بالك من إبليس | خيري | كانت بمثابة أول عمل بين الريحاني وبديع خيري، | |
1921 | ريا وسكينة | دراما من إخراج الريحاني. وتتناول هذه المسرحية قصة عصابة القتل التي تم اكتشافها في العام نفسه، |
||
1908 | ضربة مقرعة | دور ثانوي صغير | رواية مترجمة عن الفرنسية. وتم تقديم دور ثانوي صغير مع فرقة عزيز عيد على مسرح إسكندر فرح. |
|
1908 | الابن الخارق للطبيعة | رواية مترجمة عن الفرنسية. فرقة عزيز عيد على مسرح إسكندر فرح. |
||
1908 | ليلة الزفاف | فرقة عزيز عيد على مسرح إسكندر فرح. | ||
1908 | عندك حاجة تبلغ عنها | فرقة عزيز عيد على مسرح إسكندر فرح. | ||
1908 | شارلمان الأول | الإمبراطور الإفرنجي شارلمان | دور ثانوي مع فرقة سليم عطا الله. | |
1915 | خلي بالك من إميلي | وقام الريحاني بتقديمها مع فرقة عزيز عيد. | ||
كشكش بيه وشيخ الغفر زعرب | إحدى المسرحيات
التي حققت نجاحًا مدويًا، يقرر على إثرها الخواجه روزاني إعطاء الريحاني 5 % من الدخل إضافة إلي الستين قرشًا اليومية. |
|||
1917 | ابقى قابلني | مسرحية قصيرة من تأليف وإخراج الريحاني، تم تقديمها في مسرح الرينيسانس. |
||
1917 | أم أحمد | من تأليف أمين صدقي وإخراج الريحاني، | ||
دقة بدقة | إخراج الريحاني، | |||
1918 | حمار وحلاوة | استمر عرضها أربعة أشهر وحققت نجاحًا باهرًا. | ||
1917 | حماتك بتحبك | تم تقديمها بعد مسرحية أم أحمد، وكلاهما مسرحيات ذات طابع استعراضي. |
||
1917 | على كيفك | رواية استعراضية تم تقديمها بالتشارك بين الريحاني
وبديع خيري و سيد درويش . |
||
1917 | فيروز شاه | استعراض غنائي كتبه عبد الحليم دلاور. | ||
1924 | البرنسيس | أوپريت غير مقتبس من ألف ليلة وليلة أقرب إلى الكوميديا الخالصة من الميلودراميا. |
||
1924 | الفلوس | أوپريت من إخراج الريحاني على مسرح برنتانيا. | ||
1924 | لو كنت ملك | إخراج الريحاني على مسرح برنتانيا. | ||
مجلس الأنس | إخراج الريحاني على مسرح برنتانيا. | |||
1925 | قنصل الوز | من ترجمة أمين
صدقي، وتم تقديمها على مسرح دار التمثيل العربي. |
||
1925 | مراتي في الجهادية | من ترجمة أمين صدقي، وتم تقديمها على مسرح دار التمثيل العربي. |
||
1927 | ليلة جنان | استعراض فرانكوعربي. | ||
1927 | مملكة الحب | استعراض فرانكوعربي. | ||
1927 | الحظوظ | استعراض فرانكوعربي. | ||
1927 | عشان بوسة | تأليف الريحاني وبديع خيري، | ||
1928 | آه من النسوان | مسرحية فارسة. | ||
1928 | ابقى اغمزني | مسرحية اكثر من رائعة تم تقيمها عام 1928 م | ||
أنا وإنت | كتبها عادل خيري. | |||
عشان سواد عينيها | ||||
1929 | مصر في سنة 1929 | تم انتاجها عام 1929 من اخراج الريحانى . | ||
1929 | اتبحبح | هزليات غنائية استعراضية، بطلها كشكش بك | ||
1928 | ياسمينة | هزليات غنائية استعراضية، بطلها كشكش بك. وقد حقق هذا العمل نجاحًا عظيمًا . |
||
1929 | نجمة الصبح | هزليات غنائية استعراضية، بطلها كشكش بك. | ||
1935 | المحفظة يا مدام | |||
الرفق بالحموات | ||||
1946 | يا ما كان في نفسي | |||
1946 | والدنيا على كف عفريت | |||
1920 | العشرة الطيبة | إنتاج الريحاني و تم تأليفها محمد تيمور |
اعماله السينمائية | |||
السنة | اسم الفيلم | الدور | ملاحظات |
1931 | صاحب السعادة كشكش بك | كشكش بك، عمدة كفر البلاص | لعب فيه الريحاني دور كشكش بك الذي يهوى تربية الخيول العربية، |
1934 | حوادث كشكش بك | كشكش بك، عمدة كفر البلاص | يستمر الريحاني في دوره بوصفه عمدة كفر البلاص ويُسافر إلى القاهرة لإنهاء بعض مصالحه. |
1934 | ياقوت أفندي | ياقوت أفندي | يعمل ياقوت أفندي محصلًا في دائرة ورثة أبو عوف، حيث تسكن الفتاة الفرنسية،رودي، ابنة ملكة الكبريت. |
1936 | بسلامته عايز يتجوز | كشكش بك، عمدة كفر البلاص | تتواصل شخصية الرجل المزواج، كشكش بك، عمدة كفرالبلاص، والذي ينصرف عن شئون البلدة إلى شئونه الخاصة.ويكلف سكرتيره عزت بالبحث عن عروسة قاهرية، |
1937 | سلامة في خير | سلامة | تدور القصة حول سلامة، الساعي، الذي يعمل في أحد المحلات التجارية، ويتم إرساله إلى البنك لإيداع مبلغ نقدي، ولكنه يتأخر عن الميعاد فيغلق البنك. |
1941 | سي عمر | جابر شهاب الدين/ عمر الألفي | يعمل جابر موظفًا في عزبة عمر الألفي، ويتم طرده من وظيفته بعد أن يكتشف الكثير من التلاعب والتزوير في إيرادات ومصروفات العزبة. ويصل إلى القاهرة بحثًا عن عمل، |
1946 | لعبة الست | حسن أبو طبق | تقع أحداث الفيلم في القاهرة خلال الحرب العالمية
الثانية، حيث يلتقي حسن أبو طبق بالفتاة لعبة، حيث يتملك الحب من كليهما. |
1946 | أحمر شفايف | إبراهيم أفندي | يعيش إبراهيم أفندي، الموظف البسيط بمصنع المشروبات،
حياة سعيدة هادئة مع زوجته وابنه، |
1947 | أبو حلموس | شحاتة أفندي | يعمل شحاتة أفندي محاسبًا في دكان لبيع الطيور، مما يجعله ناقمًا على عمله وحياته، وكان عليه أن يتحمل فظاظة صاحب الدكان حيث لا عمل متاح غيره. |
1949 | غزل البنات | حمام مدراس اللغة العربية | تم اختياره كتاسع أفضل 100 فيلم في تاريخ السينما
المصرية , ويُعتبر آخر أفلام الريحاني، حيث تُوفي بعد إكماله وقبل عرضه بدور السينما، |
" حقيقة اسلامـه "
بعد ساعات من رحيله ، دخل محرر آخر ساعة شقته بعمارة الإيموبليا ليسجل ما بقي من أغراضه ، فوجد أربعة وأربعين بذلة وعشرين بيجامة وجلبابًا وخمسة عشر حذاءًا ، ومصحفًا وإنجيلًا وصورة للقديسة تريزا ، التي كان يتخذها شفيعة له ، إضافة إلى مذكرات تشرشل بالفرنسية وكتاب حسن البيان في تفسير مفردات القرآن ، وألفية ابن مالك، وبعض مسرحيات روايات لشكسبير . بالإضافة إلى وجود كلبته ريتا ، التي امتنعت عن الطعام حزنًا على فراقه ، وما لبث إلَّا أن نفقت بعده بيومين أو ثلاثة .
وعن وجود القرآن في منزله وإلى جانب منضدته بالمستشفى ، أشار الفنان التشكيلي حمدي الكيَّال نقلًا عن بديع خيري أن الريحاني أخبره أنه سيُشهر إسلامه قبل وفاته وأنه قرأ جميع الكُتب السماويَّة وقرَّر أن يُشهر إسلامه . وأردف قائلًا عن وجود نسخة من القرآن على المنضدة المجاورة لسريره في المستشفى قبل وفاته. وأشار إلى أنه سأل شيخ الأزهر حينها عن موقف الريحاني ، حيث أخبره بأنه تُوفي مسلمًا ، فيما أكدت ابنته جينا أنه مات مسيحيًا ، وأنها تعرف والدها أكثر من أي شخص آخر، فنفت حقيقة إشهاره لإسلامه وأنها ما هي إلا مجرد إدعائات يُروجها بعض المُتخصصين في هذا النوع من التفضيل بين الأديان في مصر بصورة عُنصريَّة تعتمد المُنافسة بين الأديان كأُسلوب حياة . وتبقى مسألة إشهار الريحاني إسلامه مُبهمة رُغم تعدد الأقاويل .
من انا - نجيب الريحاني - عالمك |
من انا ..